الحاكمية ٤

08-05-2020

- ٤ -   الحاكمية

 

تعريفها:

كما ذكرنا في سلسلة مقالاتنا "الحاكمية" التي تشكل أساس موضوعنا وتشكل نقطة أساسية في الاختلافات والاختلاجات والاعتراضات والشبهات والحروب بين الأنبياء والطغاة والحاكمية كذلك هو الميزان الذي يوضح نقطة الفصل بين أوصاف المؤمن والكافر، والحق والباطل، وأهل الحق والضلال، وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وبين حزب الله وحزب الشيطان، وبين عباد الله وعباد الطغاة، وبين العقول الربّانية والعقول الشيطانية، وبين المؤمنين والكافرين، وبين الموحدين والمشركين، وبين الطيبين والخبيثين، وأخيراً الأوصاف البارزة بين أهل الجنة وأهل النار، وفى نفس الوقت أن الحكم ميزان بين العلم والجهل، وأن العالم هو الذي يعلم ماهية وهوية الحكم بصاحبها الحقيقية، والذين لا يعلمون هذه الحقيقة مهما يكن موقفهم أنهم جهال.

إذاً بناءً على أهمية شديدة لكلمة "الحكم" ومعناها الذي يحمله انه من الحق إذا ما كررنا ألف مرة أو مئات ألوف مرة بمختلف التعبيرات والأساليب والتعاريف لم نكن مطولين القول والحديث.

ومعنى "الحكم" أحقية الصلاحيات والتنفيذ لوضع القوانين. إذاً هل الله سبحانه وتعالى صاحب هذه الصلاحيات والتنفيذ أم الإنسان؟ وبعبارة أخرى هل هذا الحق لله تعالى فقط أم للبشر أو للبعض منهم؟ وبتعبير آخر هل تجب أن تكون القوانين التي تدير الدولة والعالم هي الشريعة التي أرسلها وأنزلها الله تعالى أم القوانين الوضعية؟ وهل تجب أن تكون هذه القوانين بعضها من الشريعة وبعضها من القوانين الوضعية؟ وهناك الطريقة الثالثة وهى هل يجب أن يترك الإنسان على حاله ويأخذ بعضها من الله وبعضها من القوانين الوضعية.

 

ليمتحنوا:

إن وضع القانون هي مسألة العلم والحكمة والحق والعدل!..

نعم هو أمر علمي، ولا بد أن يكون واضع القانون على علم تام، ماذا يجب عليه أن يعلم به؟ عليه معرفة معنى الحياة وحقوق الإنسان قبل حياته، وحقوقه في حياته، وأن يعلم واجباته أمام هذه الحقوق بأدق تفاصيلها. ولابد أن يعلم من هو المورث والوارث ومقدار الميراث، وكذلك حق العامل وحق صاحب العمل وحقوق الزوجين وواجباتهما، والحقوق بين الوالد والولد وواجباتهما، والحقوق والواجبات بين رئيس الدولة والرعية، والحقوق بين الأمير والمأمور، والحقوق والواجبات بين الطالب والمدرس، والحقوق بين المسلم وغير المسلم، والفرق بين الرجل والمرأة، والحقوق والعلاقات بين الروح والبدن، والحقوق والعلاقات بين الإنسان والحيوان والنبات، والحقوق والواجبات والعلاقات بين الخالق والمخلوق، وبين الربّ والعبد، والعلاقات بين الجرائم وعقوباتها… مثل: ما مقدار وكيف تعاقب الجريمة وإلى أي جريمة يعاقب بأي عقاب؟ ولابد من معرفة تامة في هذه الموضوعات وغيرها. لابد من أن يعلم لكي يتحقق الحق ويتأسس العدل بالقوانين التي وضعها، ولا يتعدى أحد على حقوق أحد ولا يظلم أحد أحداً حتى يتحقق الإنصاف والعدل بحق!..

 

هذه موضوعات الامتحان:

هو الله الخالق الواحد وهو الجواب الوحيد لكل ذوي العقول والوجدان. لأن الله يعلم كل شيء بأدق تفاصيلها، لا يمكن التصور ولا التفكير في نقصان علمه أو خطأ في علمه. ولا تصل العقول إلى حكمته وهو الواحد القادر أبداً. وهل الإنسان على هذا المستوى؟ ومن يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال ب"نعم"؟ ومن يستطيع أن ينكر نقصان عقله وعلمه؟ وخاصة أن الإنسان معلول بالطماعات المختلفة وهو ذو ضعف ونسيان وخلق الإنسان ضعيفاً.

 

الأثران:

يوجد أثران، أحدهما صنع الله والآخر صنع البشر. وهناك فروق لا تقاس عليها بين هذين الأثرين. نترك جانباً هنا الأمور الدقيقة في الكون ونرجع إلى الإنسان وبدنه وحواسه الخمسة في تكوين بدنه، ونأخذ الموضوع في تكوين هذه الحواس وكيفيته وعمله في بدن الإنسان بعين الاعتبار ونأتى بالكومبيوتر من صنع البشر ونقارن بينهما! وسنرى هناك فروقاً كثيرة كالجبال! وننظر كيفية العين والأذن واللسان والجلد والأنف وننظر تكوينهم البيولوجية وعملها الأوتوماتكية وخدمات هذه الحواس. ومن ناحية أخرى افتحوا الكومبيوتر وانظروا تركيبها وعملها وإجراءاتها. انه عند الحواس الخمس التي من صنع الله تعالى ترون أنها تبقى كلعبة الأطفال ولو كان الكومبيوتر أحدث وأرقى. وعلى الرغم من هذا أن العقل والذكاء الذي صنع هذه الكومبيوتر هما أيضاً من آثار وصنع الله تعالى!

 

فهذه الآيات الكريمة:

ارجعوا إلى كتاب الله واقرؤوا منها سورة الملك من الآية الأولى إلى الآية الرابعة ومن سورة النساء الآية ٢٨ مرة بعد مرة. وسترون الفرق الكبير. وستقولون: إن "الحكم" حق لله وحده وأن إعطاء الحق لصاحبه عدل. أما إعطاء هذا الحق إلى البشر ظلم وشرك ومن يعطى هذا الحق إلى البشر قد يكون ظالما ومشركا ونجسا ولا يصلى عليه. قوله تعالى:

خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كلّ دابّة وأنزلنا من السّماء ماء فأنبتنا فيها من كلّ زوج كريم. هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظّالمون في ضلال مبين. ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غنيّ حميد. وإذ قال لقمان لأبنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك بالله إنّ الشرك لظلم عظيم (لقمان:١٠-١٣)

 

تحليل وتفسير الآيات:

هناك أساسيتان على الغالب في هذه الآيات؛ أحدهما الخالق والآخر هو المحروم من قدرة الخلق: الخالق هو الله، والمحروم من قدرة الخلق هي الأصنام.

 

النتيجة:

هناك نقطتان: إن "الحكم" حق لله تعالى لا لغيره، كما أن ترك الحكم للخالق وإقامة شريعته على الدولة لهو عدل وتوحيد، كذلك ترك الحكم للأصنام والشعوب وممثلي الشعوب يكون ظلماً كبيراً وشركاً ووثنية. وبناء على ذلك أن الزعماء الذين يقولون "إن الحكم إلا للشعب" و الذين يتبعون ورائهم جميعا هم أصنام ووثنيون ومشركون ونجس، ولا يصلى عليهم.

 

الأصنام والوثنية المعاصرة:

ولنراجع المنشورة بهذا العنوان مع المعارضين والمخالفين مرة أخرى:

١ - إن النظام الفاشي وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٢ - إن النظام الشيوعي وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٣ - إن النظام الرأسمالي وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٤ - إن النظام الديموقراطي وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٥ - إن النظام العلماني وثن (نظام الفصل بين الدين والدولة). هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٦ - مصطفى كمال السلانكي وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٧ - إن النظام الأتاتوركي وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٨ - إن النظام الحزبي وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٩ - إن النظام القومي والعنصري وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

١٠ - وإن نظام لبس الحق بالباطل وثن. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

 

الوثنيون في عالمنا اليوم (أي: المشركون والمنافقون والكفار وأبو جهل):

 إن جميع رؤساء الأحزاب ومنهم: بولنت أجويت، أردال إنوني، دنيز بيقال، مسعود يلماز، سليمان دمرأل، نجم الدين أربكان وأمثالهم جميعاً مشركون ولا يصلى عليهم. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

حسام الدين جندورك وجميع سكان مجلس البرلمان مشركون. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

وجميع هؤلاء الذين يذهبون إلى صناديق الانتخابات ويختارونهم مشركون. ولا يصلى عليهم. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

وجميع الموظفين والذين يختارون نظام الديموقراطية والعلمانية بدلاً من الشريعة كلهم مشركون ولا يصلى عليهم. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

وبالجملة الذين لا يقولون "إن الحكم إلا لله" بل يقولون "للشعب" فهم مشركون ولا يصلى عليهم.هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

وبناء على ذلك لابد على جميع هؤلاء من أن يتوبوا توبة نصوحاً وأن يتمسكوا بالدولة الإسلامية ويجتمعوا تحت راية التوحيد، وذلك هي طريقة النجاة فقط. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

 

ملاحظة:

١ -  من لم يقل ولم يبلغ ما كتبناه إلى جماعاتهم من أئمة المساجد وشيوخ الطرق يكون شيطاناً أخرس وملعوناً. هل تستطيعون أن تقولوا لا ؟

٢ -  وسوف نكشف عن أسماء أئمة المساجد وشيوخ الطرق إذا لم يقوموا بالأعمال التي تجب عليهم في أقرب الوقت.

٣ -  كل ما كتبناه فتوى. ولابد من القبول أو الرد عن طريق الإعلام. والسكوت كالإقرار، لأن الساكت عن الحق فهو شيطان أخرس. هل تستطيعون أن تقولوا لا؟

٤ -  المراجع:كتب العقائد والفقه وجريدة أمة محمد: البينة رقم ١-٢-٣-٤

٢٢ ذو القعدة ١٤١٣ (1993514)

الأمير والنائب

جمال الدين خوجا أوغلي (قابلان)

 

خلاصة:

كما هو معلوم نظامان في العالم عامة. ومن هذين النظامين نظام الشريعة وهو نظام الحق والآخر النظم الباطلة والكافرة والمشركة. إنه من يقبل ويحترم نظام الشريعة ويرد وينكر أنظمة أخرى يكون صاحب عقيدة التوحيد الصحيحة. ومن يقبل واحداً من هذه الأنظمة الباطلة أو جزؤاً من الشريعة وجزأً من النظم الباطلة يؤدي به إلى الشرك والكفر.

 

دعوة إلى الجلسة المفتوحة:

ندعو جميع المعارضين والمخالفين إلى الجلسة المفتوحة عن طريق وسائل الإعلام. المدنيون والذين على الحق عليهم أن يكتبوا إلينا. وعلى العاجزين والمتوحشين إما يذهبوا إلى الشرطة أو يجلسوا في مكانتهم، هؤلاء سوف يتكلمون بلا فائدة.

 

جمال الدين بن رشيد خوجا أوغلي (قابلان)


RISALE

ZÄHLER

Heute 5851
Insgesamt 4843781
Am meisten 42997
Durchschnitt 1790